Rechercher dans ce blog

mercredi 5 octobre 2011

نظم المعلومات الجغرافية (GIS)



تمهيد:

ما أن دخلت التكنولوجيا الحديثة حتى امتدت تقنياتها إلى جوانب العلوم على اختلاف اتجاهاتها، وأخذ الإنسان بأفكاره يواكب عصرنة اليوم التي ما انفكت ترفدنا بالجديد ، ومن التقنيات الحديثة التي عاصرها الإنسان تلك التي ارتبطت بحياته العملية بغية التطور والحداثة ، وهو ما يسمى بنظم المعلومات الجغرافية(GIS)وهياختصاراً. (Geographic Information System)

يتطرق هذا الفصل إلى بعض المفاهيم العامة عن نظم المعلومات الجغرافية ودورها فيعملية التخطيط للخدمات الصحية ، ومفهوم مراكز الصحة العامة ، واهم واجباتها ، ويخلص الفصل إلى معايير تخطيط وكفاءة مراكز الصحة العامة ، لمعرفة كفاءة التوزيع المكاني والأداء الوظيفي لمراكز الصحة العامة في مدينة الفلوجة .

1- 1- نظم المعلومات الجغرافية GIS))

ساهمت تقنية المعلومات في عالمنا اليوم بسرعة تبادل المعلومات المكانية على اختلاف أنواعها ، وبزغت التقنية الرقمية في مجالات الجغرافية وهو ما يعرف بنظم المعلومات الجغرافية (GIS) التي أصبح لها دوراً فاعلاً في الإسراع بعملية التنمية المكانية لمختلف الأنشطة الحياتية ، كما أسهمت في تطور قواعد المعلومات الجغرافية وإمكانية خزنها وتصنيفها ومعالجتها واسترجاعها وقت ما نشاء(1).

1- 1- 1- مفهوم نظم المعلومات الجغرافية GIS 

نظراً لتعدد تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية (GIS) وأهدافها، لم يتأتَ تعريفٌ واضحٌ ودقيق لماهيّة هذه النظم ،وقد أوردت العديد من الدراسات والأبحاث جملة من التعريفات العلمية والفنية لمفهوم نظم المعلومات الجغرافية (GIS) ، والتي أصبحت بدورها معرّفات تقليدية لدى كثير من الباحثين والمختصين ،لذا سنتطرق هنا بشكل مختصر إلى بعض المفاهيم التي وردت في المصادر العلمية،اذ تعرف بأنها تقنية حديثة يستخدمها الكثير من الأفراد والمؤسسات الخدمية في جمع ومعالجة وتحليل المعلومات المكانية وعرضها على شكل جداول أو خرائط موضوعية (Thematic Map) للعديد من التطبيقات التي تتميز بالجودة العالية ، وسهولة الإدراك البصري لها سواء على شاشة الحاسب الآلي أو على الورق البياني(2).





وفي تعريف آخر ، إنها أداة لتحليل علوم الأرض ، وهي الأجهزة والبرامج الحاسوبية التي تستعمل لتخزين وإدارة المعلومات واسترجاعها ، بغية إعداد الخرائط والمعلومات المكانية في عرض متعدد للطبقات (Layers) فضلاً عن تحليل المعلومات وتفسيرها وتهيئتها بشكل سليم بما يوفر سرعة العمل ودقته (1) ،أو هي عبارة عن علم لجمع وإدخال ومعالجة وتحليل وعرض المعلومات الجغرافية الوصفية والمكانية لأهداف محددة(2).

وفي تعريف شركة الإدريسي(IDRISI) المنتجة لبرمجيات نظم المعلومات الجغرافية (GIS)بأنه وسيلة فعالة للقيام بتحليل البيانات المكانية على أساس جغرافي ومن أهم عمليات(GIS) السؤال والقدرة على البحث عن خصائص الطبقات(Layers) ، وتحليل قاعدة المعلومات ، والاستفسار (Queries) عن الظواهر الجغرافية في تقارير أو إحصاءات عن ملامح المكان والزمان (3).

و ُتعرّف نظم المعلومات الجغرافية (GIS) بأنها مجموعة من التقنيات المستخدمة لانجاز أهدافاً محددة ، وأهمها الاستفسار عن المعالم الجغرافية الموجودة على سطح الأرض ، فيتم عرض سماتها من قاعدة البيانات المرافقة لها(4) .

وجاء في تعريف آخر :بأنه علم لجمع المعلومات الجغرافية (المكانية والوصفية) وإدخالها ومعالجتها وتحليلها وإخراجها وإجراء التحليلات الإحصائية والمكانية ومن ثم عرضها على شاشة الحاسب الآلي أو على شكل خرائط أو تقارير أو أشكال بيانية ، وتسهم في الإجابة على تساؤلات عديدة كتحديد المواقع والقياسات(5) ، ولَعّل أكثر التعريفات استحساناً ، ما ذهب إليه دنجرموند (DANGERMOND) مؤسس شركة (ESRI) بأنه مجموعة من تطبيقات حاسوبية يمكن من خلالها خزن طبقات من البيانات الجغرافية وتحليلها وعرضها.

ومن ذلك نجد إجماع أبحاث عالمية على أنَّ نظم المعلومات الجغرافية (GIS) هي أدوات لجمع وتخزين ومعالجة البيانات المكانية، التي لها القدرة على تقديم كم من المعلومات في فترة قصيرة من الزمن، تستعمل لدعم قرارات إستراتيجية(6) . وُعرّفتْ في مجالٍ آخر ، بأنها تطبيقات حاسوبية لإعداد الدراسات المكانية الكترونيا لجمع المعلومات الجغرافية عن الظواهر الطبيعية والبشرية ونشاطات الإنسان التي يتم إعدادها من مصادر مختلفة (7) . 



وبناء على ما آلت إليه وجهات النظر من مختلف الأفكار والرؤى عن مفهوم نظم المعلومات الجغرافية (GIS) ، يرى الباحث من منظور جغرافي أنها تقنية رقمية حديثة تسهم في إحداث تطور علمي في مختلف المجالات لاسيما في الدراسات الجغرافية ، كأداة لجمع المعلومات وخزنها ومعالجتها وتحليلها وعرضها بصور مختلفة حسب نوعية وهدف البحث، وتتعامل مع الخريطة بأسلوب ديناميكي حديث يتسم بالدقة والسلاسة في الحركة ، أي بمعنى أن المستخدم (جغرافي أو سواه) يتمكن من عرض المعالم الجغرافية بأسلوب متحرك (Dynamic map) ،وإنشاء قاعدة معلومات مكانية شاملة عن الظاهرة المراد دراستها.فضلاً عن خاصية الاستعلام المكاني والاستفسار عن البيانات الإحصائية والتحليل المكاني.

1-1-2- فوائد نظم المعلومات الجغرافية GIS 

بدت مجالات العلوم الكمية في التكنولوجيا تشهد توسعاً بشكل ملفت للنظر، ومنجزات هذه التقنية اتسمت بخصائص جديدة فاقت أهمية ما شهده العالم خلال العقود الماضية، بمعنى تزايد معدل نمو العلوم والتقنية في عصرنا الحاضر(1)

لقد اكتسبت نظم المعلومات الجغرافية (GIS) صفة الأداة الفعالة في التخطيط واتخاذ القرار(2) ،وتنوعت فوائد استخداماتها في العديد من الاستخدامات التخطيطية والتنموية والتي أمكن إجمالها بالتالي:-

1- توفر رموز متعددة الأشكال والأحجام بتقنية عالية ، فضلاً عن السرعة في إعداد الخرائط الموضوعية.
2- إمكانية الحصول على معلومات حديثة متجددة عن العملية التخطيطية ،وتحديد الأبعاد على الخريطة كالطول والعرض والمساحة.
3- إمكانية تحليل ومعالجة كم كبير من البيانات للبحث عن الخصائص الجغرافية الموقعية والمساحية ،كالتجاور وتحديد نمط التوزيع المكاني.
4- تمنح مخرجات كارتوغرافية موضوعية تسهم في مساعدة متخذ القرار بدقة وسرعة لاستنطاق أجوبة عن أسئلة كثيرة(3) ، كالعدد والكثافة وتغيير المقياس والإحداثيات الجغرافية.
5- انجاز عمليات القياس والمطابقة للخطوط والأشكال على الخريطة وإخراج المعلومات المرئية ومشاهدتها على الشاشة فضلاً عن معالجة المعلومات التي تعتمد بدورها على كفاءة الأجهزة والبرامج المستخدمة ، وشكل رقم ( 1 ) يوضح لنا بعضاً من الفوائد التي تقدمها نظم المعلومات الجغرافية GIS.
6- تقوم باختزال زمن الإعداد ودقة المخرجات ، وتقليص حجم الإنفاق والكلفة مما يوفر موارد مالية وفيرة .
7- يتعامل مع كافة النشاطات المختلفة التي لها علاقة بإدارة المعلومات واتخاذ أفضل القرارات(1).
8- توطيد العلاقة بين الجغرافيا والعلوم الأخرى كالاجتماع والتخطيط والاقتصاد والحاسوب.
9- تنفرد بقدرتها على تحليل المعلومات الكمية والوصفية معاً ، وفهم العمليات المكانية وعرضها بصور رقمية يمكن للقارئ التجول في محتوياتها والاستفسار عن بياناتها ، وهذا بدوره مؤشرا واضح على استيعاب الجغرافيا للتكنولوجيا المتقدمة ، وتحسين العلاقات بين المؤسسات الخدمية واتخاذ القرارات الصحيحة وإدارة الموارد الطبيعية والبشرية والمرافق العامة ، لمعالجة المشكلات التي تعاني منها المدينة(2) ،

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire